× شيختكمـ اون لاينــ ×
عدد الرسائل : 60 العمر : 31 العمل/الترفيه : طالبه واصعب الأعمال المزاج : مروقهــ // علــى طــول... الأوسمة : تاريخ التسجيل : 04/07/2008
| موضوع: قصة من تأليفي >> حلوة لا تفوتكم الجمعة يوليو 04, 2008 7:14 pm | |
| لملمت الشبكة الفارغة بعد انقضاء النهار والحزن يملأ قلبي .......... رفعت رأسي إلى السماء شاكرا لله حالي وحال أهلي ............ ضيق رزقي وعجزي عن إطعام أطفالي. صرحت من أعماق قلبي : حتى السمك يا ربي ... رزقي ورزق أهلي ... هرب من شواطئنا خوفا من أصوات الإنفجارات التي لم تنقطع ......... ارفع غضبك ومقتلك عنا يا أرحم الراحمين..... ولم أستطع إن أوقف الدموع التي تنهمر من عيني .... فحملت شبكتي الحزينة .... وعدت إلى الشاطئ لألقي بها على الصخور حتى تجف تماما من المياه .. قبل أن أعود إلى بيتي الذي تهدم نصفه .... فارغ اليد والجيب من أي رزق إذا كان مقدرا لي أن أعيش يوما جديدا. جلست أحدث نفسي عما يحدث في وطني وأتساءل : إلى متى سنظل هكذا؟؟ .... أنا أمي لا أعرف القراءة ولا الكتابة ولكنني أعلم أبنائي ........ لا انتمي إلى أي فصيل ولكنني فلسطيني ... فقط أنا صياد وتلك هي مهنة أجدادي .... وقت اللزوم أقاتل المحتلين وأدافع عن أرضي وكم أصبت من قبل .. أما الآن فأنا أتساءل :يا ربي لماذا هذا التناحر بين بني أهلي .. إلى أين سيؤدي بنا الطريق؟! اليوم لم أعرف من سأقاتل ؟ ومن أين سيأتي ني الموت؟ ولكنني ما زلت أتساءل : ما ذنب أطفالنا الأبرياء الذين يموتون وهم يلهون على أعتاب بيوتهم... وهم ذاهبون إلى مدارسهم.. وهم على أكتاف أمهاتهم ... بدون جرم ارتكبوه ؟؟؟ لم أرى قرص الشمس حين اختفى في الأفق ... لم تتوقف دموعي........ كنت أهذي كالمجنون وأنا أتذكر بطولات أجدادي .. صرخت بقوة ......... ستعيش فلسطين ..........كنت أحسب أن صوتي مخنوق ولم يسمعه احد غيري ..حتى سمعت صوت طفل يردد قولي بصوت مرتفع!!!!!!! مسحت دموعي حتى لا يراها (عبد الرحمن ) ابن العاشرة.......... وهو يقترب من مجلسي بجوار الصخور. لم يعد حزينا باكيا كما تعودت أن أراه في الأيام الأخيرة.... كانت الابتسامة تعتلي وجهه الملائكي الصبوح .. قال بصوته العذب بعد أن ألقى بجسمه النحيف فوق إحدى الصخور : - نعم ..ستعيش فلسطين يا عمي رحيم ! قلت وأنا أتعجب لتبدل حاله بين يوم وليلة :ماذا حدث ؟ هل أنت بخير يا بني؟ قال وما زلت الابتسامة عل شفتيه : - أنا بخير يا عمي رحيم .. فقط كنت لا أعرف حتى أخبرني أبي بالأمس .... قلت وقد بدأ الحزن يذهب عن قلبي : - وماذا أخبرك أوبك بالأمس؟؟ قال بزهو وافتخار: - أخبرني أبي أن أمي لم تمت ... فالشهداء لا يموتون...وهم في السماء عند ربهم أحياء يرزقون.... وأمي شهيدة... وحين ماتت منذ أيام كانت تدافع عن دارنا وعنا ..... ماتت وهي تضرب بذراعيها صدر ذلك الجندي المحتل أمام بيتنا .... أمي لم تخف منه يا عمي رحيم ... لم تخبره عن مكان أبي وأخي سليم ...فأطلق الوغد الجبان عليها الرصاص وهو لا يعلم أنها ستعيش إلى الأبد مثل فلسطين يا عمي رحيم...! احتضنته ورحت أقبله فرحا في حين كان يلتفت يمينا ويسارا باحثا عن شيء ما . لم يطل بحثه... صاح في تحد: ها هي ...! واندفع إلى الشبكة الملقاة على الصخور ... التقطها بيديه الصغيرتين ، وضعها على كتفيه حتى كاد رأسه أن يختفي تحتها ... ثم عاد إلي قائلا وهو يخرج شيئا من داخل قميصه : - طلب مني أبي أن أحضر إليك هذا الطعام وأخبرك ألا تعود إلى البيت الآن..... جنود الاحتلال يملأ ون المكان... أبي يقول لك لا تقلق على بيتك فهم في رعايته الآن وفي رعاية رجال المقاومة .. كن مطمئنا عليهم يا عمي رحيم ... فقد أوصلت لهم الطعام بنفسي قبل أن آتي إليك.... قلت متعجبا من لباقته، شاكرا له جهوده ومجهود أبيه : - حسنا .... أخبرني الآن يا عبد الرحمن ماذا ستفعل بالشبكة ؟ ابتسم ببراءة قائلا : - لا تسأل كثيرا يا عمي رحيم...فانا الآن في مهمة خاصة بالمقاومة... فقط أبي يطلب منك الابتعاد عن المنطقة الليلة وانتظار ما سيحدث. قلت مقاطعا : - وماذا سيحدث يا عبد الرحمن ؟أجابني بهدوء: - بالتأكيد ما سيحدث سوف يفرحك كثيرا يا عمي رحيم ....قلت وأنا امسح عيني بجسده النحيف الذي لا يقوى حتى على حمل الشبكة : - أنت يا عبد الرحمن ما زلت ص............** قاطعني قائلا وهو يبتعد عن مكاني : - أنا لم أعد صغيرا يا عمي ... ولم يعد قلبي يخاف من الموت الذي سرق مني أمي .... أنا فلسطيني أدافع عن مقدساتنا وأرضنا . رحت أحدق في السماء الصافية وأتأمل جمال نجومها المتناثرة مثل حبات اللؤلؤ وأنا أتناول طعامي . لم أشعر بالوقت وهو يمضي ...كنت أفكر فيما يحدث بيننا وكيف يستغل أعداؤنا تفكك صفوفنا ... حتى سمعت دويا هائلا أعقبته أصوات طلقات كثيرة بعدها ارتفعت ألسنة اللهب في عدة أماكن ... كان شعارنا من بينها. وقفت في مكاني مصفقا .. ورحت أدعو بصوت مرتفع لأبنائنا بالانتصار في معركتهم مع جنود الاحتلال الجبناء . بعد أن شعرت بالطمأنينة تغمر قلبي شعرت بالارتياح .. ورحت في نوم عميق . في الصباح كنت أحتضن عبد الرحمن وأبنائي الثلاثة .. وأشارك أهل الحي فرحتهم بالانتصار على جنود الاحتلال والتصدي لهم .. وبانضمام بطل جديد إلى صفوف المقاومة من أبناء شارعنا ... آمن بأن الشهداء لايموتون أبدا ........ تمت ............... تحياتي >> شيختكمــ | |
|